الجمعة، 10 أكتوبر 2014

العالم المتوسطي ما بین القرنین 15 م و 18 م



طرح الاشكالية :
فما ھو الإطار الزماني والمجالي لھذه التحولات؟ وماھي المفاھیم الفكریة والسیاسیة التي ارتبطت بھذه المرحلة؟

أولا :  العالم المتوسطي وامتداداته المجالیة مابین ق 15 وق 18 م :
1 - تحدید الإطار الزمني للتحولات العامة بالعالم المتوسطي:
یعد العصر الحدیث الفترة الزمنیة التي عرفت أھم الأحداث والتحولات بالعالم المتوسطي حیث تم إكتشاف العالم الجدید أمریكا 1492 م واختراع المطبعة 1455 م، انتصار السعدیین في معركة وادي المخازن 1578م إضافة إلى حدوث ثورات عدیدة الإنجلیزیة 1688م والثورة الفرنسیة 1789 م.
2 - توطین مجال العالم المتوسطي وامتدادادته:
المجال المتوسطي ھو كیان جیوتاریخي ویعد نقطة إتصال بین حضارات مختلفة تفاعلت فیما بینھا وأنتجت ثلاث حضارات ويشمل المجال المتوسطي:
*القسم الشمالي للمتوسط : يضم فرنسا ايطاليا- اسبانيا – اجزاء من الامبراطورية العثمانية......
*القسم الجنوبي : مناطق الامبراطورية العثمانية والدولة المغربية....
* انتدادات العالم المتوسطي : المانيا – انجلترا .....

ثانيا : ظھور المفاھیم المرتبطة باستمرار التوازن واختلاله في العالم المتوسطي ما بین ق 15 و 18 م:
1 -  مفھوم الحداثة في آروبا:
الحداثة تحول جذري شهدته المجتمعات الأوربیة على كافة المستویات الفكریة والفنیة والاجتماعیة والدینیة، مما ساھم في نقلة نوعیة غیرت عقلیة العالم الغربي لتحرره من قیود القرون الوسطى.
2 - استمرار توازن العالم الأوربي والعالم الغربي ما بین ق 15 و 16 م:
لم یبقى العالم الإسلامي بعیدا عن ھذه التحولات لا سیما في المیدان العسكري، حیث استمرت الھیمنة العثمانیة بعد سقوط القسطنطینیة عام 1453 م، مما سمح باستمرار التوازن بین العالمین؛ آوربا الغربیة والعالم الإسلامي.
3 - عرفت ضفتي العالم المتوسطي خلال القرنین 17 و 18 عدة مظاھر اختلال التوازن :
ضعفت أسس القوة العثمانیة خلال القرن 17م بسبب ازدیاد الضغوط العسكریة الأوربیة وقوتھا الحربیة، ثم تحول أھم المحاور التجاریة من البحر الأبیض المتوسط إلى المحیط الأطلسي فأصبحت الإمبراطوریة العثمانیة تعاني من أزمة مالیة خطیرة أدت إلى لكود الإنتاج الإقتصادي بالعالم الإسلامي الذي حاول القیام بحركات إصلاحیة للحاق بركب المجتمعات الأوربیة لكن دون جدوى إذ تعمق التفاوت واختل التوازن بین الضفتین.

خاتمة :
عرف العالم المتوسطي خلال القرنین 15 و 18 م تطورات بفعل اتجاه آروبا نحو بناء الحداثة نتیجة عدة تحولات، ولم یبق العالم الإسلامي بعیدا عن ھذه التحولات مما سمح باستمرار التوازن بینه وبین آوربا الغربیة إلى حدود نھایة القرن 16 م.

هناك تعليق واحد: