الخميس، 16 أكتوبر 2014

الثورات الاجتماعية والسياسية – الثورة الفرنسية


تمهيد وإشكال:
عرفت فرنسا خلال القرنين 17 و18م تطورات اقتصادية واجتماعية ساهمت في تزايد نفوذ الطبقة البرجوازية التي تطلعت إلى تغيير “النظام القديم” بكل ما يرمز إليه من حكم مطلق وامتيازات الأمر الذي ساهم في قيام الثورة الفرنسية،
  • فما عوامل هذه الثورة ؟
  • وما المراحل التي مرت بها؟ وما أهم النتائج التي أسفرت عنها؟
المقطع الأول: عوامل قيام الثورة الفرنسية
النشاط الأول: وضعية المجتمع الفرنسي قيبل الثورة
قام المجتمع الفرنسي على مبدأ اللامساوات بين الفرنسيين أما القانون مما أدى إلى وجود مستفيدين هم النبلاء والإلكليروس ومتضررين وتجمعهم الهيئة الثالثة
هيئة النبلاء: تمثل 1,5% من مجموع الفرنسيين(40000 شخص) تمتعت بالعديد من الامتيازات فلها أراضي واسعة ومعفية من الضرائب وكانت تشغل المناصب العليا في الإدارة والجيش ،
هيئة الإكليروس (رجال الدين): مارست هذه الهيئة تأثيرا روحيا كبيرا على الفرنسيين ضمت حوالي 115000 شخص استحوذت على حوالي 10% من الأراضي الفرنسية تمتعت بعدة حقوق كحق أداء ضرائب أقل للدولة،
الهيئة الثالثة: تضم باقي أفراد الشعب الفرنسي أي حوالي 96% من المجتمع وقد عانت من الظلم الاجتماعي فبالإضافة إلى ما كانت تؤديه من حقوق إلى الكنيسة والنبلاء ناءت تحت ثقل الضرائب التي تدفعها إلى الدولة بأشكال مختلفة وتتكون من العمال والحرفيين والفلاحين بالإضافة إلى البرجوازية التي كانت أكثر طموحا.
النشاط الثاني: أثر الأزمة الاقتصادية في نهاية القرن 18م على قيام الثورة الفرنسية
تعرض الاقتصاد الفرنسي للتدهور ابتداء من سنة 1785م وأدى انخفاض المحاصيل الفلاحية إلى ارتفاع الأسعار في وقت ظلت فيه الأجور منخفضة الأمر الذي نتج عنه تقليص موارد الفلاحين وجعلت الكثير منهم يعيش في ظروف صعبة، وعرفت الصناعة بدورها أزمة كبيرة أسهمت فيه المعاهدة الفرنسية الانجليزية التي أُبرمت سنة 1786م وفتحت أسواق فرنسا أمام المنتجات الصناعية الانجليزية الشيء الذي يفسر العجز المتواصل لميزانية الدولة منذ سنة 1785م
النشاط الثالث: محاولات الملك لويس السادس عشر حل الأزمة السياسية
حاول الملك لويس السادس عشر إيجاد حل للأزمة عن طريق نهج سياسة الإصلاحات من أجل تدعيم موارد الدولة بإقامة ضرائب جديدة وتعميمها على الجميع بما فيهم النبلاء الشيء الذي رفع من التوتر بين الفئات المكونة للمجتمع وأدى إلى رفع موجة الاضطرابات في مختلف الأقاليم فكانت النتيجة دعوة الملك لويس السادس عشر مجلس “الهيئات العامة” إلى الانعقاد فوجدت الفئات المتضررة من هذا المجلس فرصة للتعبير عن مطالبها في ما عرف بـ “دفاتر المظالم”
أفرزت تلك التطورات تزايد أفواجا من العاطلين والمستائين من الوضع الاجتماعي والسياسي مما عجل باندلاع الثورة.
المقطع الثاني: المراحل الثلاث للثورة الفرنسية 1789- 1799م
النشاط الأول: المرحلة الأولى من الثورة الفرنسية (مرحلة الملكية الدستورية 14 يوليو 1789م إلى 10 غشت 1792)
تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس جمعية وطنية يوم 17 يونيو 1789م كبديل لمجلس الهيئات العامة وقد ساند سكان باريس هذه الجمعية بتنظيم انتفاضة عامة واحتلال سجن لاباستي la pastille رمز الاستبداد يوم 14 يوليو 1789م فاضطر الملك لويس السادس عشر بعد ذلك إلى الاعتراف بالجمعية الوطنية وبعد ذلك ألغيت الامتيازات الفيودالية وتم إصدار إعلان حقوق الإنسان والمواطن يوم 26 غشت 1789م ووضع أول دستور للبلاد يوم 3 شتنبر 1791م فدخلت البلاد عهد الملكية الدستورية
النشاط الثاني: المرحلة الثانية ( النظام الجمهوري وتصاعد التيارات الثورية 10 غشت 1792م إلى 27 يوليو 1794م)
تميزت هذه المرحلة بظهور خلافات داخل الأوساط الثورية بين ممثلي البرجوازية المؤيدين للملكية الدستورية والراغبين في إيقاف المد الثوري وتحقيق الاستقرار وممثلي الأوساط الشعبية الراغبين في تصعيد الثورة وتحقيق إصلاحات جذرية وقد تمكنت فعلا الأوساط الشعبية من إسقاط الملكية الدستورية وإقامة نظام جمهوري يوم 10 غشت 1792م بزعامة روبسبيير، وتميزت هذه الفترة بالتشدد حيث تم إعدام الملك لويس السادس عشر وعدد مهم من الشخصيات البرجوازية المعتدلة فدخلت فرنسا مرحلة رعب كبير.
النشاط الثالث: المرحلة الثالثة( عودة البرجوازية المعتدلة إلى الحكم 27 يوليو 1794م إلى 9 نونبر 1799م)
تميزت هذه المرحلة بتصاعد موجة الإعدامات فتخوفت الأوساط المعتدلة وعملت على تصفية زعيم الثوريين روبيسبيير وعدد من أنصاره ثم الاستيلاء على الحكم يوم 27 يوليو 1794م وخلال هذه المرحلة حافظت البرجوازية على النظام الجمهوري لكنها وضعت دستورا جديدا لصالحها واستعانت بالجيش لضبط الأمن، ولحماية مصالحها سعت كذلك إلى إقامة نظام سياسي قوي فشجعت نابليون بونابرت على القيام بانقلاب عسكري يوم 10 نونبر 1799م وتعويض النظام الجمهوري بنظام إمبراطوري.
المقطع الثالث: نتائج الثورة الفرنسية
النشاط الأول: النتائج السياسية
عوضت الثورة النظام السياسي القديم بنظام جمهوري أقر مبادئ جديدة كفصل الدين عن الدولة وحرية التعبير وإقامة المساواة المدنية وتكافؤ الفرص
النشاط الثاني: النتائج الاقتصادية والاجتماعية
1)    في الميدان الاقتصادي أزالت الثورة النظام الاقتصادي القديم وفتحت المجال أمام تطور النظام الرأسمالي بإصدار تشريعات لتشجيع التجار والصناع عن طريق تحرير الاقتصاد من رقابة الدولة وحذف الحواجز الجمركية الداخلية واعتماد مكاييل ومقاييس جديدة وموحدة كاللتر والمتر وغيرها
2)    وفي الميدان الاجتماعي قضت الثورة على العلاقات الاجتماعية القديمة بإلغاء الحقوق الفيودالية وامتيازات النبلاء ومصادرة ممتلكات الكنيسة كما أقرت مبدأي إجبارية ومجانية التعليم كوسيلة لضمان تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية كما عملت على توحيد اللغة بين مختلف جهات فرنسا وتعميمها لدى السكان.
خاتمــــــة:

وبذلك يتضح أن الثورة الفرنسية قد مثلت تحولا نوعيا في تاريخ فرنسا الحديث وكان لمبادئها تأثير على باقي المجتمعات خصوصا عندما نهج نابليون سياسة توسعية داخل وخارج أوربا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق