السبت، 11 أكتوبر 2014

التحولات السیاسیة والاجتماعیة



مقدمة:
تمیزت التحولات السیاسیة والاجتماعیة في أوربا خلال القرنین 15 و 16 م بتفكك النظام الإقطاعي وظھور الطبقة البورجوازیة التي دافعت عن قیام الملكیة المطلقة ونشر الفكر القومي .
فما أسباب ومظاھر التفكك ؟ وماھي الأوضاع التي أظھرت الطبقة البورجوازیة ؟

ساھمت عدة أسباب في تفكك النظام الإقطاعي كما ساھمت عدة أوضاع في بروز الطبقة البورجوازیة :
تعدد أسباب ومظاھر تفكك النظام الإقطاعي:
أسباب إقتصادیة :
-تأزم الفلاحة بالبوادي إذ لم تحتمل أجور الفلاحین الأسعار المرتفعة التي عرفتھا ھذه المرحلة :
-نمو المبادلات التجاریة بالمدن بعد الإكتشافات الجغرافیة حیث تحولت الطرق التجاریة من البحر المتوسط إلى المحیط الأطلسي وانتقل مركز التجارة إلى الدول الأوربیة فازدھرت المعادن خاصة الذھب والفضة وبالتالي انتعشت التجارة والتجار .
-الإنتقال من العمل الحرفي إلى الصناعة الضخمة الإنتاج وذلك بسبب الحاجة إلى الإنتاج السلعي مما أدى إلى إزدھار نظام المشاغل وارتفاع الإنتاج وتوفر الموارد المالیة .
-استخدام النقود بدل المبادلات العینیة أدى إلى تراكم الأموال وظھور المؤسسات البنكیة.
أسباب اجتماعیة :
-ثورات الفلاحین وھجرة الأقنان إلى المدن بسبب تأزم الوضع في المجال الفلاحي وكذلك أدى بالفلاحین إلى العمل في المصانع والمشاغل .
-ظھور الطبقة البورجوازیة التجاریة حیث تراكمت الأموال عند التجار الكبار بوصول المعادن النفسیة الذي خلق رواجا تجاریا ساعد المؤسسات البنكیة على لعب دورھم في المجال الإقتصادي.
-تبعیة الصانع التاجر بدل الإقطاعي ساعد ذلك على تشكل طبقة عمالیة بالمدن.
أسباب سیاسیة ودینیة :
-تطلع البورجوازیة إلى السلطة حیث أصبحت تساند الملكیة المطلقة إذ بسبب نفوذھا المالي أصبحت لھا طموحات سیاسیة كما أن مصالحھا تفرض علیھا مساندة الملكیة المطلقة ضد الكنیسة التي تعرقل طموحاتھا .
-إنتشار الفكر البروتستاني المتحرر المعارض للكنیسة حیث سیؤدي ھذا التعارض والانتقاذ للكنیسة الكاثولیكیة للإندلاع الحروب الدینیة.
ساھمت عدة عوامل ظھور الطبقة البورجوازیة ودور ھذه الطبقة في التحولات السیاسیة التي عرفتھا آروبا في القرنیین 15 و 16 م
.
شھدت إیطالیا مختلف العوامل التي أدت إلى ظھور الطبقة البورجوازیة المرتبطة بالتجارة واستفادة الطبقة من النظام التربوي عن طریق تكوین رجال أعمالھا وتجارھا مما سیؤدي إلى تطور التجارة لا سیما بعد وضع الخرائط التجاریة واكتشاف البوصلة الأسطرلاب حیث ستؤدي الإكتشافات الجغرافیة إلى تدفق المعادن النفسیة وبالتالي تراكم الأموال وظھور مؤسسات مصرفیة وبنكیة
لھذه الطبقة البورجوازیة وللحفاظ على مصالحھا وبسبب نفوذھا المالي أصبحت تتطلع إلى السلطة وعملت على مساندة الدولة الحاكمة ضد الكنیسة الكاثولیكیة حیث أحلت سلطة الدولة محل سلطة الكنیسة واعتبرت سلطة الدولة مستمدة من إرادة الشعب.

ظروف نشأة الحكم المطلق في الدولة المدنیة، والدولة الأمة ودور الفكر السیاسي في دعمھا:
ظروف نشأة الحكم المطلق في آوربا خلال القرنین 15 و 16 المیلادیین :
مفھوم الدولة وظھور الملكیة المطلقة:
ھي تنظیم سیاسي وقانوني یرتبط بمقتضاه بجماعة من الناس وھي أعلى سلطة لھا إدارة مركزیة وجھاز سیاسي وجبائي وعسكري.
الدولة المدینة في آوربا الغربیة:
ظھرت الدویلات المدن في إیطالیا خلال القرن 15 م بعد التخلص من النظام الإقطاعي، وھي دویلات المدن ذات كیان اقتصادي وسیاسي واجتماعي مستقل ودفاعي.
الدولة – الأمة في آوربا الغربیة :
الأمة جماعة من الناس استقرت بأرض معینة تربطھم مصالح مشتركة كما تجمعھم اللغة والدین والتقالید وقد ظھر ھذا المفھوم في أوربا خلال ق 16 عندما بدأت الممالك تتوحد وبدأت الدولة تنفصل عن الفكر الدیني وترتكز على الفكر العقلاني وتفككت عن السلطة الدینیة لتحمل محلھا المدینة وأصبح الولاء للحاكم الذي یجسد الدولة مما أدى إلى نحو الشعور القومي لتظھر الدول العظمى كألمانیا
وفرنسا وإسبانیا وإیطالیا وإنجلترا ذات نظام ملكي بل اتسع نفوذ بعضھا لیصبح امبراطوریا مثل الإمبراطوریة العثمانیة.
عرف الفكر السیاسي تطورا مھما خلال ھذه الفترة المیلادیة:
تطور الفكر السیاسي في آوربا خلال العصر الحدیث ومن مؤسسیة "مكیا فللي" بإیطالیا وھو بس بإنجلترا وقد عبروا عن الفكر السیاسي من خلال مجموعة من المؤلفات وبذلك برغبتھم في تغییر الأوضاع منذ بدایة ق 16 حیث دعا "مكیا فللي" إلى فصل السیاسة عن الأخلاق ودعم الدولة الحدیثة ودعا الأمیر إلى التحلي بالتسامح والإخلاص وكذلك الحكمة والذھاء السیاسي للكشف عن الأخطار الخارجیة. أما بودان فمنح السیادة للدولة الأمة ودعا إلى ضرورة تقویة السلطة الملكیة المطلقة كحل لتجاوز الحرب الأھلیة الإنقسام السیاسي داخل فرنسا ووافقه في ذلك ھوبس ودعم موقفه بإیجاد میثاق سیاسي وھو عقد مكتوب یربط الحاكم بالشعب یكون أساسھ المصلحة العامة.

خاتمة :
تمكنت الطبقة البورجوازیة بأوربا خلال  القرن 15م و 16م   من تغییر البنیات الإقتصادیة والإجتماعیة والسیاسیة لصالحھا لأجل احتكار السلطة والثورة تمھیدا لتوسیع نفوذھا الخارجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق