الاثنين، 21 سبتمبر 2015

العالم العربي: مشكل الماء وظاهرة التصحر


العالم العربي: مشكل الماء وظاهرة التصحر

طرح الإشكالية : من أبرز التحديات المستقبلية لمنطقة المشرق العربي وشمال إفريقيا ، مشكل الماء وظاهرة التصحر ومشكل التلوث  ، مما يستدعي التدخل وتنسيق الجهود للحد من تدهورها .
ما هو واقع أزمة الماء و التصحر و التربة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ؟
ما هي التدابير المتخذة لحل هذه الأزمة ؟

النشاط الأول : تتفاوت درجة الخصاص المائي حسب بلدان العالم العربي
1- الموراد المائية وتوزيعها في العالم العربي :
-
تتفاوت استفادة بلدان العالم العربي من التوزيع الجغرافي للماء حسب موقعها واتساع مساحتها ، أو ظروفها المناخية ، بحيث تطرح أزمة الماء بشدة في المناطق الجافة و الشبه الجافة كالشرق الأوسط و المغرب العربي . وتتوزع المياه على الشكل التالي : المياه السطحية و المياه الباطنية . وتكاد نسبة المياه الباطنية تتساوى في جميع بلدان المغرب العربي و الشرق الأوسط . تتوفر منطقة النيل و القرن الإفريقي على نسبة مهمة من المياه السطحية .(نهر النيل)
2- مظاهر الخصاص المائي بالعالم العربي .
-
يعتبر العالم العربي من المناطق الأكثر فقرا للماء في العالم (متوسط نصيب الفرد من المياه بين5500 و 1000مترمكعب) ويتوقع أن ينخفض هذا المتوسط الى500م مكعب .
-
كما يختلف معدل حصة الفرد من المياه بالبلدان العربية ، حسب عدد السكان و الموارد المائية المتوفرة
←يعرف العالم العربي ضعفا على مستوى الموارد المائية السطحية و الباطنية ، و التي تتفاوت في توزيعها .

النشاط الثاني الأبعاد الديمغرافية و الاقتصادية و الاستراتيجية لمشكل الماء في العالم العربي .
1-  يرتبط مشكل الماء بالعالم العربي بالبعدين الديمغرافي و الاقتصادي
-
يفسر مشكل الخصاص المائي في بلدان العالم العربي بتزايد عدد السكان . و الملاحظ هو تناقص حصة الماء  أما م  تزايد وثيرة نمو السكان بشكل سريع← تدني حصة الفرد سنة 2025 الى حوالي 553م مكعب للفرد في السنة .
ويتباين استعمال الماء في العالم العربي حسب القطاعات ، حيث يهيمن قطاع الفلاحة على أكثر نسبة 88،6% من مجمل المياه المستعملة ، ثم يلي الاستعمال المنزلي الى 6،4% و الصناعة 5% . ويتزايد الطلب على المياه مستقبلا بسبب تزايد السكان ، ومتطلبات الإنتاج الفلاحي .
2- البعد الاستراتيجي ومشكل الماء بالعالم العربي .
-
يشكل الماء بعدا استراتيجيا فبتحديد مستقبل منطقة الشرق العربي ، وتجلى أهميته في التزايد الطبيعي السريع لساكنة المنطقة ، وعدم القدرة على تخفيف الأمن الغذائي ، بسبب عدم كفاية الأراضي الصالحة للزراعة ، وانتشار القحولة ن وبالتالي حضور هاجس إعادة رسم الحدود بين دول المنطقة (الصراع الغربي الإسرائيلي ) (السودان - اثيوبيا) (تركيا ، سوريا ، و العراق)
-
ويرتكز مشروع إسرائيل الكبرى على التوسع على حساب دول منطقة الشرق الاوسط شمالا في اتجاه نهر الليطاني جنوب لبنان ، وشرقا في اتجاه نهر اليرموك ونهر الأردن ثم جنوبا في اتجاه نهر النيل .
ترتبط أزمة الماء في تحديد معالم خريطة المشرق العربي .

النشاط الثالث مظاهر خطورة التصحر في العالم العربي
1- ظاهرة التصحر :
التصحر هو تدهور إنتاجية الأراضي ، وهو مرتبط بالتغيرات المناخية ، وتدخل الإنسان في المناطق الجافة و الشبه الجافة وشبه الرطبة في المناطق المدارية .
وللتصحر مظاهر أهمها :
نضوب المياه :الناتجة عن جفاف العيون و الأنهار و الآبار .
الترمل : زحف الكثبان الرملية على الأراضي الزراعية.
 تدهور الغطاء النباتي : ناتج عن الرعي المفرط / قلة الأمطار / ارتفاع درجة الحرارة .
تراجع خصوبة التربة : ناتج عن الاستغلال المفرط للتربة / فقدانها للعناصر المعدنية و العضوية
تملح التربة : ارتفاع نسبة الملوحة بها .
2- مظاهر التصحر بالعالم العربي
-
التصحر ظاهرة خطيرة تهدد العالم العربي خاصة الدول الواقعة على أطراف الصحراء الكبرى ، وتشكل الأراضي المتصحرة 68،4% من مجموع أراضي العالم العربي ، وتتفاوت خطورتها حسب الدول ودرجة قساوة مناخها بحيث نجد دول الخليج العربي في قمة الدول التي ترتفع فيها درجة التصحر مثل البحرين – الكويت – الإمارات العربية ، وتبقى الدول الأخرى مهددة بتصحر أراضيها رغم توفرها على مناخ معتدل نسبيا مثل المغرب ، أو توفرها على أنهار دائمة ومهمة مثل مصر و العراق .
← تمثل ظاهرة التصحر عقبة خطيرة أمام مشروع التنمية في العالم العربي ، ويتطلب التغلب عليها تكثيف الجهود ووضع استراتيجيات ناجحة ومستديمة .

النشاط الرابع الجهود و التدابير المبذولة لمواجهة ظاهرة التصحر العربي:
اتخذت دول العالم العربي عدة تدابير للتخفيف من ظاهرة التصحر من بينها :
*التدابير التقنية : التشجير / بناء المصدات / الحرث المساير لمنحنيات الشتوية / نظام الدورة الزراعية . التدابير الاقتصادية : ترشيد استغلال المراعي و الأراضي الزراعية / تنمية اقتصاد محلي في البيئة الجافة / وضع استراتيجية وطنية لمحاربة التصحر .
 *التدابير الاجتماعية : الاهتمام بالتعليم بالمناطق الجافة ومحاربة الفقر / توعية السكان بخطورة التصحر / مكافحة الأمية و الجهل.
*تدابير أخرى : توحيد جهود الدول العربية لمحاربة التصحر / إنشاء مركز عربي لدراسة المناطق الجافة و الأراضي القاحلة / تبني سياسة موحدة لمحاربة ظاهرة التصحر .
←اذا اعتمدت هذه التدابير من طرف كل الدول العربية ، وانتشر الوعي بخطورة الظاهرة سيتمكن العالم العربي من حفظ أراضي الزراعية ومدنه وقراه من زحف الرمال وانتشار القحولة .


خاتمة : يبقى مشكل الماء و التصحر اهم التحديات التي تواجه عملية تحقيق الأمن الغذائي و الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق