الأحد، 28 سبتمبر 2014

الامبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العرب تاريخ 2 باك


سقوط الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي





مقدمة : في مطلع القرن 20 انهارت الإمبراطورية العثمانية ، و فرضت بريطانيا الانتداب ( شكل استعماري ) على المشرق العربي .
- ما هي عوامل سقوط الإمبراطورية العثمانية ؟
- ما هي مظاهر و عواقب الانتداب البريطاني و الفرنسي على المشرق العربي ؟
1-عوامل سقوط الإمبراطورية العثمانية :
1-1:شهدت الإمبراطورية العثمانية أزمات متعددة قبيل الحرب العالمية الأولى :
* بلغت الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن 20 درجة كبرى من الانحطاط : قلة الموارد المالية ،وتراكم الديون الخارجية، والفوضى الإدارية، وضعف الجيش العثماني .
* في ظل هذه المعطيات، تزايدت الأطماع الأجنبية ودخلت الإمبراطورية العثمانية في تبعية للدول الأوربية وخاصة ألمانيا. ولهذا اضطرت إلى المشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الوسط.
1-2:تزايد التمركز الإمبريالي بالإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918 ) :
* اعتمد التمركز الإمبريالي بالمشرق العربي خلال الحرب العالمية الأولى على عدة وسائل من أبرزها :
-التحريض البريطاني للثورة العربية من خلال المراسلات الدبلوماسية بين مكماهون ( المندوب السامي الإنجليزي في مصر) والحسين بن علي ( شريف مكة = امير الحجاز )
-مشروع تقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا وإنشاء دولة عربية خاضعة لنفوذهما من خلال عقد اتفاقية سايكس بيكو لسنة 1916.
*استهدف التمركز الإمبريالي السيطرة على المشرق العربي نظرا لأهمية ثرواته الطبيعية ولموقعه الإستراتيجي، كما استهدف إضعاف الإمبراطورية العثمانية والتعجيل بنهايتها .
1-3:ساهم تطور الحركات القومية والانفصالية في سقوط الإمبراطورية العثمانية :
*في سنة 1908 قامت جمعية الاتحاد والترقي ( حزب تركيا الفتية) بانقلاب عسكري أطاح بالسلطان عبد الحميد الثاني . واتبع النظام الجديد سياسة التتريك التي تمثلت في احتكار الأتراك للوظائف الإدارية والتعصب للغة التركية على حساب باقي القوميات . فكان رد فعل العرب هو عقد المؤتمر العربي بباريس سنة 1913 ،الذي طالب إشراك العرب في الإدارة المركزية العثمانية واتخاذ اللغة العربية لغة رسمية ونهج اللامركزية الإدارية.
*في سنة 1916 انطلقت الثورة العربية الكبرى من مكة بزعامة فيصل بن الحسين الذي قاد حملة عسكرية بمساعدة لورانس" العربي " ( جاسوس انجليزي) وصلت إلى دمشق سنة 1918.
1-4:اختفت الإمبراطورية العثمانية بعقد معاهدة سيفر، وتأسست دولة تركيا :
انهزمت الإمبراطورية العثمانية (إلى جانب دول الوسط ) في الحرب العالمية الأولى، فأجبرت على التوقيع على معاهدة سيفر 1920 والتي بموجبها فقدت أراضيها في البلقان والمشرق العربي وانحصر نفوذها في الأناضول .
في ظل هذه المعطيات تزعم مصطفى كمال الحركة القومية التركية من خلال عقد مؤتمر أرضروم سنة 1919 الذي قرر مناهضة الحكم العثماني الضعيف والتدخل الأجنبي في الأناضول ، مما ساهم في تأسيس تركيا سنة 1923.
2-الانتدابان البريطاني والفرنسي ونتائجهما :
2-1منذ سنة 1920 فرضت بريطانيا وفرنسا الانتداب على المشرق العربي :
بمقتضى اتفاقية سان ريمو لسنة 1920 ، فرض الانتداب الإنجليزي على العراق والأردن وفلسطين، والانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان.
تنفيذا لذلك، عينت بريطانيا الحسين بن علي ملكا على العراق ،وعينت أخاه عبد الله ملكا على الأردن . في المقابل حولت فرنسا الانتداب إلى حكم مباشر في بلاد الشام، وفصلت لبنان عن سوريا ،وقسمت هذه الأخيرة إلى أربع مناطق وفق المفهوم الطائفي.
2-2:خلف الانتداب نتائج متعددة :
-في المجال الفلاحي : فرض الاستعمار قانون التسجيل والمحافظة العقارية كوسيلة لتفويت الأراضي الخصبة إلى المعمرين الأوربيين وبعض عملائهم،كما أقام زراعية تسويقية .ونتج عن ذلك تفقير الفلاحين العرب الذين اكتفوا بالزراعة المعيشية.
-في الميدان الصناعي : شيد الاستعمار بعض الوحدات الصناعية الحديثة لتلبية حاجيات الجالية الأجنبية ،كما منح للشركات الأمريكية والأوربية حق التنقيب عن الثروات الطبيعية وفي طليعتها البترول. ونتج عن ذلك تدهور الصناعة التقليدية العربية
-في الميدان التجاري : اتخذ الاستعمار المشرق العربي سوقا للمنتوجات الصناعية ومصدرا للمواد الأولية. ونتج عن ذلك عجز الميزان التجاري لبلدان المنطقة. في نفس الوقت ضايق التجار الأوربيون نظرائهم العرب، فتعرض هؤلاء للإفلاس.
-في الميدان المالي : تم إحداث فروع للأبناك الأوربية بالمشرق العربي والتي قامت بالاستثمار في مختلف المشاريع . كما فرض الاستعمار على السكان العرب ضرائب كثيرة.
خاتمة : في ظل تزايد الاستغلال الاقتصادي وتأزم الأوضاع الاجتماعية ، كان رد فعل العرب هو القيام بتوارث وتأسيس الحركات الوطنية الناهضة للاستعمار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق